[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نعلم جميعاً ما حدث ليلة رأس السنة وسط احتفالات عارمة بالعام الجديد وأيا
كانت الطريقة التى وقع بها الحادث، سواء كان أحدهم يحمل قنبلة محلية يدوية
الصنع أو كانت سيارة تنتظر أمام كنيسة القدسيين بالإسكندرية تحمل عبوات ناسفة، هذا ليس بالمهم المهم أن ما حدث وكان مخططا له حدث بالفعل.
الأهم الآن ماذا بعد ذلك بالفعل تتحرك القيادات العليا محاولة إنقاذ
المصابين وإنقاذ الموقف أيضا، وسيفرض سياج أمنى على الكنائس فى الفترة
القادمة، ولكن دعونا نتكلم بشىء من الصراحة.
سيولد هذا الحادث احتقانا طائفيا بين المسحيين والمسلمين، وهذا هو الهدف
الأول والأخير من الحادث، أتفق معك أن الذى قام بهذا فرد ولا يجوز أن يأخذ
الكل بذنبه، وإن القاعدة هددت مرارا وتكرارا بعمليات إرهابية، ومن الطبيعى
أن تتم فى وقت احتفالات سواء رأس السنة أو عيد الميلاد لكى تحظى بشهرة
واسعة، والحدث يأخذ الصدى الكافى، والبعض يشير إلى أن الموساد له دخل فى
ذلك، خاصة بعد انكشاف شبكة الجاسوسية وانكشاف طارق عميل الموساد فأنا اتفق
معك فى كل هذا وربما أكثر.
ولكن بمنظور آخر فى الآونة الأخيرة أصبح لنا طبع مميز كمصريين جميعا هو
الغضب، ولكن بشكل مختلف فصدقنى إن دققت النظر قليلاً ستجد أن أى شىء ينسب
للدين وبصورة متعصبة وعدم قبول الآخر – من الطرفين – وترسخ لدينا اعتقاد أن
الآخر أصبح من الأعداء ولن يلتفت البعض لمدى الصلة التى تربطه بالآخر وكم
كان عمرها!
شخصيا أعرف مسلمين أدانوا الحادث وأقباطا لم ينسبوا الجريمة للمسلمين -
أعلم أنك تتهمنى بالكذب، وأنى أكتب ذلك كنوع من تهدئة الأوضاع ومن أجل نشر
الموضوع، وأنا لا ألومك لأن الآن أصبح الكذب والنفاق والتصاريح والواهية
شيئاً عاديا، ويقترب من الروتينى، ولكن صدقنى هذا حدث بالفعل على الأقل من
قبل قليل من أصدقائى - ولكن هؤلاء يعدون قلة ليس لها قيمة أمام ما يخطط له
لأنه بالفعل – أيا كان المسئول – فهو نجح وببراعة فى زرع الفتنة بيننا،
والتى يوقظها حينما يريد وكأنه يضغط على زر بطرف أصبعه معتمداً أولاً
وأخيراً على غبائنا سامحنى فى اللفظ، ولكن مع الأسف هذا هو الواقع.
اخترت ما حدث مؤخرا فى الإسكندرية كمثل ليس أكثر لأعرض عليك إلى أين وصلنا وبإرادتنا نحن وليس بإجبار من أحد.
فأرجو أن تستيقظ جميعا وأن نكبح جماح الغضب العارم، ونحاول ولو لقيل أن
نعمل عقلنا، وأن ننظر حولنا ونحاول أن نستعيد المفهوم الحقيقى للحب، والذى
فقدناه بمرور الوقت كما فقدنا الكثير مع الزمن، أو بمعنى آخر نحاول أن نوسع
دائرة الحب لدينا، والتى أصبحت تقتصر على أبناء الدين الواحد وليس الوطن
الواحد.
وبصفتى مصرى قبل أى شىء أدعو الله "أن ينيح نفوس من لقيوا مصرعهم" و"أن يسكنهم فسيح جناته.
وكل ما أرجوه منك بعد قراءة هذا الموضوع – لست طامعا فى عبارات المدح أو الهجاء- أن تعمل عقلك وأن تدعو لهم بالرحمة.