[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ضياء الكحلوت-غزة
ستة أشهر مضت على القرار الإسرائيلي بتخفيف الحصار المفروض منذ أربع سنوات
على قطاع غزة، والذي أعقب "مجزرة" أسطول الحرية قبالة سواحل القطاع.
وقد سمحت سلطات الاحتلال بدخول معظم البضائع الاستهلاكية للقطاع لكنها
ما تزال رغم القرار تمنع مواد البناء والمواد الخام من الدخول إلى غزة،
وهو ما ينعكس سلباً على الحياة في القطاع الذي يعاني جراء الحصار والحرب
الأخيرة.
ويقول رئيس لجنة تنسيق دخول البضائع إلى قطاع غزة المهندس رائد فتوح إن ما
جرى بعد جريمة أسطول الحرية هو تخفيف للحصار وليس رفعاً له، مبيناً أن هناك
تحسنا طفيفا على عمل المعابر التجارية.
مواد استهلاكيةوأكد فتوح للجزيرة نت أن ما يقارب أربعة آلاف سلعة كانت تدخل
غزة قبل الحصار أما الآن فيدخل للقطاع نحو ثلاثة آلاف سلعة معظمها مواد
استهلاكية، وما زال على رأس الممنوعات المواد الإنشائية كالأسمنت والحديد
والتي تشكل 50% من واردات القطاع.
واعتبر فتوح تخفيف الحصار "خطوة جيدة" لكنها غير كافية، فالمطلوب هو فتح
جميع المعابر التجارية كالسابق وإدخال جميع السلع التي كانت تدخل قطاع غزة
قبل فرض الحصار عليه، مؤكداً أن السلطة الفلسطينية في رام الله تحشد في هذا
السياق الضغوط لدفع الاحتلال لرفع الحصار بشكل كامل.
من ناحيته، قال نائب رئيس الوزراء وزير الاقتصاد بالحكومة المقالة بغزة
المهندس زياد الظاظا إن الاحتلال الإسرائيلي يدير عملية إغلاق المعابر وليس
فتحها، مؤكداً أن على رأس ما يحتاجه القطاع هو مواد البناء التي لا يسمح
الاحتلال بدخولها.
لا تغطي الاحتياجاتوأشار الظاظا في حديث للجزيرة نت إلى أن الاحتلال ما
يزال يمنع المواد الأولية الخام والمعدات المتوسطة والثقيلة من الدخول،
مبينا أن المواد الاستهلاكية التي تدخل غزة تغطي فقط ثلثي حاجة السكان.
وبينّ الظاظا أن الاحتلال اعتمد معبراً واحدا هو كرم أبو سالم لدخول
البضائع غزة، ودعا إلى وقفة عربية ودولية جادة لإلزام إسرائيل بإنهاء
حصارها الظالم على غزة.
بدوره شدد منسق الحملة الدولية الفلسطينية لرفع الحصار عن غزة أمجد الشوا
على أن حالة المعابر من سيئ إلى أسوأ في ظل تركيز الاحتلال حركة إدخال
البضائع من خلال معبر واحد وهو معبر كرم أبو سالم الذي لا يتمتع بطاقة
استيعابية كبيرة.
وبينّ الشوا للجزيرة نت أن ما يدخل إلى غزة في معظمها مواد غذائية
واستهلاكية هي في اتجاه واحد إلى قطاع غزة فقط، دون السماح بتصدير بضائع
القطاع إلا في حالات نادرة وبكميات بسيطة.
أكذوبة تخفيف الحصاروأشار الشوا إلى أن الاحتلال يسعى إلى إبقاء القضية في
قطاع غزة إنسانية حتى المواد الغذائية وبخاصة الدقيق تدخل إلى القطاع
بالقطارة، ووفق معادلة حسابية لا تسمح بأن يكون هناك مخزون لها في غزة.
وأوضح الشوا أن مبادرة تخفيف الحصار التي أطلقها الاحتلال ورحب بها الكثير
من الجهات الدولية هي أكذوبة كبرى تهدف بالأساس إلى إدامة الحصار وإضفاء
الشرعية عليه، حيث إن الاحتلال يهدف إلى أن يبقى المواطن في قطاع غزة
معتمدا على المساعدات الإغاثية والاستهلاكية فقط.
وقال منسق الحملة الدولية الفلسطينية لرفع الحصار إن المطلوب أن يكون هناك
جهد مكثف من قبل المجتمع الدولي للضغط على دولة الاحتلال لرفع الحصار بشكل
كامل بدون شروط أمام حركة الأفراد والبضائع، وفك العزلة عن قطاع غزة وضمان
التواصل بينه وبين الضفة الغربية.