هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلرفع الملفات دخولتسجيل  دخول
اهلاً بكم في منتدى صفايا نت  يرجى من السادة الزوار اللذين  يرغبون في التسجيل في المنتدى وضع كلمة مرور متوسطة او قوية من اجل اتمام عملية التسجيل وفي حال عدم التفعيل من قبل المشترك سوف يتم تفعيل الاشترك بعد 24 ساعة وشكراً  لتعونكم معنا ادرة منتدى صفايا نت 
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» أصبحت مريضة بك
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Emptyالأربعاء نوفمبر 02, 2016 5:46 pm من طرف عبدوصفايا

»  فقط أنا وأنت
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Emptyالأربعاء نوفمبر 02, 2016 5:45 pm من طرف عبدوصفايا

» أشتاقك أشتاقك
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Emptyالخميس أبريل 23, 2015 2:21 pm من طرف هنادي سعيد

» عاشقة انا للمطر
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Emptyالأحد أبريل 19, 2015 8:27 am من طرف هنادي سعيد

» حبيبي عندما تهمس لي بكلمة أحبـــــك
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Emptyالخميس أبريل 09, 2015 3:32 pm من طرف هنادي سعيد

» ضمني بين ضلوعك
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Emptyالأربعاء أبريل 08, 2015 3:04 pm من طرف هنادي سعيد

» كلنا عشاق
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Emptyالخميس أبريل 02, 2015 12:08 pm من طرف هنادي سعيد

» الحب اجمل شيء
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Emptyالثلاثاء مارس 31, 2015 5:27 pm من طرف هنادي سعيد

» تائه قلمي بين المعاني
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Emptyالثلاثاء مارس 31, 2015 10:30 am من طرف هنادي سعيد

» حــبــك
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Emptyالثلاثاء مارس 24, 2015 6:46 pm من طرف هنادي سعيد

» أعشـــقـــــك كـــزهـــرةِ
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Emptyالثلاثاء مارس 24, 2015 5:39 pm من طرف هنادي سعيد

»  أحبــــــــــــك يا نورا سطع في حياتي
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Emptyالثلاثاء مارس 24, 2015 6:51 am من طرف هنادي سعيد

» حبيبي انا مشتاقة
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Emptyالخميس مارس 19, 2015 5:41 pm من طرف هنادي سعيد

» حبيبي انا قارئة بارعة
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Emptyالأحد مارس 15, 2015 3:26 pm من طرف عبدوصفايا

» رسالة لاجمل واطيب حبيب
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Emptyالأحد مارس 15, 2015 3:26 pm من طرف عبدوصفايا

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المدير العام
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_rcapالمعاني الواردة في آيات سورة النساء Voting_barالمعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_lcap 
عبدوصفايا
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_rcapالمعاني الواردة في آيات سورة النساء Voting_barالمعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_lcap 
الامبرطور
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_rcapالمعاني الواردة في آيات سورة النساء Voting_barالمعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_lcap 
وردة الشام
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_rcapالمعاني الواردة في آيات سورة النساء Voting_barالمعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_lcap 
نور الشام
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_rcapالمعاني الواردة في آيات سورة النساء Voting_barالمعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_lcap 
عيون المها
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_rcapالمعاني الواردة في آيات سورة النساء Voting_barالمعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_lcap 
امين
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_rcapالمعاني الواردة في آيات سورة النساء Voting_barالمعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_lcap 
باندة الاسكندرية
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_rcapالمعاني الواردة في آيات سورة النساء Voting_barالمعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_lcap 
دلع
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_rcapالمعاني الواردة في آيات سورة النساء Voting_barالمعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_lcap 
أميرة الجزائر
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_rcapالمعاني الواردة في آيات سورة النساء Voting_barالمعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_lcap 
تصويت
رائيك بي المنتدى يهمنا
1- ممتاز
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_rcap50%المعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_lcap
 50% [ 40 ]
2- جيد
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_rcap23%المعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_lcap
 23% [ 18 ]
3- متوسط
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_rcap10%المعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_lcap
 10% [ 8 ]
4- ضعيف
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_rcap18%المعاني الواردة في آيات سورة النساء Vote_lcap
 18% [ 14 ]
مجموع عدد الأصوات : 80
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 5 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 5 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 65 بتاريخ السبت يوليو 20, 2019 1:52 am
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 530 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو شاكر ياسين فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 22245 مساهمة في هذا المنتدى في 4227 موضوع
اضع ايميلك معنا

                  اشترك مجاناً لتصلك آخر المواضيع:

ضع ايميلك هنا

 

الساعة

أهلاً بكم في منتدى صفايا نت
عدد زوار منتدى

.: عدد زوار منتدى صفايا نت:.

الزوار الان
المعاني الواردة في آيات سورة النساء Labels=0
محرك اليكسا

 

 المعاني الواردة في آيات سورة النساء

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام


الجنس : ذكر
الثور
الهوية : الرياضة
الجنسية : ذكر
عدد المساهمات : 4650
نقاط : 10709
تاريخ الميلاد : 13/05/1981
تاريخ التسجيل : 27/11/2009
العمر : 42

المعاني الواردة في آيات سورة النساء Empty
مُساهمةموضوع: المعاني الواردة في آيات سورة النساء   المعاني الواردة في آيات سورة النساء Emptyالجمعة أكتوبر 26, 2012 9:13 am

المعاني الواردة في آيات سورة النساء 480578

[size=16]ياأَيُّهَا
النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً
وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ
اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }
وقوله تبارك وتعالى: {الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ...}
قال (واحدة) لأن النفس مؤنثة، فقال: واحدة لتأنيث النفس، وهو [يعنى] آدم. ولو كانت (من نفس واحد) لكان صوابا، يذهب إلى تذكير الرجل
.
وقوله: {وَبَثَّ مِنْهُمَا} العرب تقول: بثَّ الله الخلق: أى نشرهم.
وقال فى موضع آخر: {كالفَراشِ المَبْثوث} ومن العرب من يقول: أَبثّ الله
الخلق. ويقولون: بثثتك ما فى نفسى، وأبثثتك
.
وقوله: {الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ} فنصب الأرحام؛
يريد واتقوا الأرحام أن تقطعوها. قال: حدّثنا الفرّاء قال: حدّثنى شريك بن
عبدالله عن الأعمش عن إبراهيم أنه خفض الأرحام، قال: هو كقولهم: بالله
والرحم؛ وفيه قبح؛ لأن العرب لا تردّ مخفوضا على مخفوض وقد كُنِى عنه، وقد
قال الشاعر فى جوازه
:
نُعَلّق فى مثلِ السَّوارِى سيوفَنا * وما بينها والْكَعبِ غَوْط نَفَانِف

وإنما يجوز هذا فى الشعر لضيقه.
وقرأ بعضهم "تَسَّاءلون به" يريد: تتساءلون به، فأدْغم التاء عند السين
.
{
وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ
الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى
أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً
}
وقوله: {وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ
...}
يقول: لا تأكلوا أموال اليتامى بدل أموالكم، وأموالهم عليكم حرام، وأموالكم حلال
.
وقوله: {إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً} الحوب: الإثم العظم. ورأيت
بنى أَسَد يقولون الحائب: القاتل، وقد حاب يحوب. وقرأ الحسن (إنه كان
حَوْبا كبيرا
)
{
وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ
مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النِّسَآءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ
خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ
ذالِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ }
وقوله: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ...}
واليتامى فى هذا الموضع أصحاب الأموال، فيقول القائل: ما عَدَل
الكلامَ من أموال اليتامى إلى النكاح؟ فيقال: إنهم تركوا مخالطة اليتامى
تحرّجا، فأنزل الله تبارك وتعالى: فإن كنتم تتحرجون من مؤاكلة اليتامى
فاحْرَجوا من جمعكم بين النساء ثم لا تعدلون بينهن، {فَانكِحُواْ مَا طَابَ
لَكُمْ} يعنى الواحدة إلى الأربع. فقال تبارك وتعالى: {مَا طَابَ لَكُمْ}
ولم يقل: من طاب. وذلك أنه ذهب إلى الفعل كما قال {أَوْ مَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُكُمْ} يريد: أو ملك أيمانكم. ولو قيل فى هذين (من) كان صوابا،
ولكن الوجه ما جاء به الكتاب. وأنت تقول فى الكلام: خذ من عبيدى ما شئت،
إذا أراد مشيئتك، فإن قلت: من شئت، فمعناه: خذ الذى تشاء
.
وأما قوله: {مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ} فإنها حروف لا تُجْرَى.
وذلك أنهن مصروفات عن جهاتهنّ؛ ألا ترى أنهنّ للثلاث والثلاثة، وأنهن لا
يضفن إلى ما يضاف إليه الثلاثة والثلاث. فكان لا متناعه من الاضافة كأنّ
فيه الألف واللام. وامتنع من الألف واللام لأن فيه تأويل الإضافة؛ كما كان
بناء الثلاثة أن تضاف إلى جنسها، فيقال: ثلاث نسوة، وثلاثة رجال. وربما
جعلوا مكان ثُلاَث ورُبَاع مَثْلَث ومَرْبَع، فلا يُجْرى أيضا؛ كما لم
يُجْرَ ثُلاث ورُباع لأنه مصروف، فيه من العلّة ما فى ثُلاث ورُباع. ومن
جعلها نكرة وذهب بها إلى الأسماء أجراها. والعرب تقول: ادخلوا ثُلاثَ
ثُلاثَ، وثُلاثا ثلاثا. وقال الشاعر
:
[
وإنَّ الغلام المستهام بذكره] * قتَلْنا به مِن بَين مَثْنىً ومَوْحدِ

بأربعةٍ منكم وآخر خامسٍ * وسادٍ مع الإظلام فى رمح معبدِ
فوجه الكلام ألاّ تُجرى وأن تجعل
معرفة؛ لأنها مصروفة، والمصروف خِلْقته أن يُترك على هيئته، مثل: لُكَع
ولَكاع. وكذلك قوله: {أُولِى أَجنِحةٍ مَثْنَى وثُلاثَ ورُباع}.
والواحد يقال فيه مَوْحَدُ وأُحاد ووُحاد، ومثنى وثُنَاء؛ وأنشد بعضهم:
تَرى النُّعَراتِ الزُّرْقَ تحتَ لَبانه * أُحادَ ومَثْنَى أَصْعَقَتْها صَواهله

وقوله: {فَوَاحِدَةً} تنصب على:
فإن خفتم ألاّ تعدلوا على الأربع فى الحبّ والجماع فانكحوا واحدة أو ما
ملكت أيمانكم لا وقت عليكم فيه. ولو قال: فواحدةٌ، بالرفع كان كما قال {فإن
لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان} كان صوابا على قولك: فواحدة (مقنع، فواحدة)
رِضا
.
وقوله: {ذالِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ}: ألاّ تميلوا. وهو أيضا
فى كلام العرب: قد عال يعول. وفى قراءة عبدالله: (ولا يَعُلْ أن يأتِينِى
بهم جميعا) كأنه فى المعنى: ولا يشقْ عليه أن يأتينى بهم جميعا. والفقر
يقال منه عال يعيل عَيْلة؛ وقال الشاعر
:
ولا يدرى الفقير متى غناه * ولا يردى الغنِىُّ متى يَعِيل

{
وَآتُواْ النِّسَآءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً }
وقوله: {وَآتُواْ النِّسَآءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً
...}
يعنى أولياء النساء لا الأزواج: وذلك أنهم كانوا فى الجاهلية لا
يعطون النساء من مهورهن شيئا، فأنزل الله تعالى: أعطوهن صدقاتهن نحلة،
يقول: هبة وعطية
.
وقوله: {فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً}. ولم يقل
طبن. وذلك أن المعنى - والله أعلم -: فإن طابت أنفسهن لكم عن شىء. فنقِل
الفعل من الأنفس إليهن فخرجت النفس مفسّرة؛ كما قالوا: أنت حسن وجها،
والفعل فى الأصل للوجه، فلمّا حوّل إلى صاحب الوجه خرج الوجه مفسِّرا
لموقِع الفعل. ولذلك وحّد النفس. ولو جمعت لكان صوابا؛ ومثله ضاق به ذراعى،
ثم تحول الفعل من الذراع إليك: فتقول قَرِرت به عينا. قال الله تبارك
وتعالى: {فكلِى واشربى وقرّى عينا}. وقال: {سِىء بِهِم وضاق بهم ذرعا}؛
وقال الشاعر:
إذا التّيَّازُ ذو العَضلات قلنا * إليك إليك ضاق بها ذراعا
وإنما قيل: ذرعا وذراعا لأن المصدر والاسم فى هذا الموضع يدلاّن على معنى واحد، فلذلك كَفَى المصدر من الاسم.
{
وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ
اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ
لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً
}
وقوله: {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ
...}
السفهاء: النساء والصبيان {الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً}
يقول التى بها تقومون قواما وقياما. وقرأ نافع المدنى (قِيَما) والمعنى -
والله أعلم - واحد
.
والعرب تقول فى جمع النساء (اللاتى) أكثر مما يقولون (التى)،
ويقولون فى جمع الأموال وسائر الأشياء سوى النساء (التى) أكثر مما يقولون
فيه (اللاتى
).
{
وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ
فَإِنْ آنَسْتُمْ مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ
وَلاَ تَأْكُلُوهَآ إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ
غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ
بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ
عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً
}
وقوله: {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِّنْهُمْ رُشْداً
...}
يريد: فإن وجدتم. وفى قراءة عبدالله "فإن أحَسْتم منهم رشدا
".
{
فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ} يعنى الأوصياء واليتامى
.
وقوله: {وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُواْ} (أن) فى موضع نصب. يقول: لا تبادروا كبرهم
.
وقوله: {فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} هذا الوصىّ. يقول: يأكل قرضا
.
{
لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ
وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ
وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً
}
وقوله: {لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ
...}
ثم قال الله تبارك وتعالى: {نَصِيباً مَّفْرُوضاً}. وإنما نصب
النصيب المفروض وهو نعت للنكرة لأنه أخرجه مخرج المصدر. ولو كان اسما صحيحا
لم ينصب. ولكنه بمنزلة قولك: لك علىّ حقّ حقّا، ولا تقول: لك على حقّ
درهما. ومثله عندى درهمان هبةً مقبوضة. فالمفروض فى هذا الموضع بمنزلة
قولك: فريضة وفرضا
.
{
وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَّمْ يَكُنْ
لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا
تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَآ أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ
الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُنْ لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ
لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ
تُوصُونَ بِهَآ أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو
امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ
فَإِن كَانُواْ أَكْثَرَ مِن ذالِكَ فَهُمْ شُرَكَآءُ فِي الثُّلُثِ مِن
بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً
مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ
}
وقوله: {يُورَثُ كَلاَلَةً
...}
الكلالة: ما خلا الولد والوالد.
وقوله: {وَلَهُ
أَخٌ أَوْ أُخْتٌ} ولم يقل: ولهما؛ وهذا جائز؛ إذا جاء حرفان فى معنى واحد
بأو أسندتَ التفسير إلى أيّهما شئت. وإن شئت ذكرتهما فيه جميعا؛ تقول فى
الكلام: من كان له أخ أو أخت فليصِلْه، تذهب إلى الأخ (و) فليصِلها، تذهب
إلى الأخت. وإن قلت (فليصلهما) فذلك جائز. وفى قراءتنا (إن يكن غنِيا أو
فقِيرا فالله أولى بِهِما) وفى إحدىالقراءتين (فالله أولى بهم) ذهب إلى
الجِمَاع لأنهما اثنان غير موَقَّتين. وفى قراءة عبدالله (والذين يفعلون
مِنكم فآذوهما) فذهب إلى الجمع لأنهما اثنان غير موقتين، وكذلك فى قراءته:
(والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهما
).
وقوله: {غَيْرَ مُضَآرٍّ} يقول: يوصى بذلك غير مضارّ
.
ونصب قوله وصية من قوله: {لِكلّ واحِدٍ منهما السُّدسُ - وصِيةً مِن
الله} مثل قولك: لك درهمان نفقةً إلى أهلك، وهو مثل قوله {نصيبا مفروضا
}.
{
تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
وَذالِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
}



يتبع






.

[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام


الجنس : ذكر
الثور
الهوية : الرياضة
الجنسية : ذكر
عدد المساهمات : 4650
نقاط : 10709
تاريخ الميلاد : 13/05/1981
تاريخ التسجيل : 27/11/2009
العمر : 42

المعاني الواردة في آيات سورة النساء Empty
مُساهمةموضوع: رد: المعاني الواردة في آيات سورة النساء   المعاني الواردة في آيات سورة النساء Emptyالجمعة أكتوبر 26, 2012 9:15 am


وقوله: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ
...}}
معناه: هذه حدود الله
.
{
وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ
فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنْكُمْ فَإِن شَهِدُواْ
فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ
يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً * وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ
فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَآ إِنَّ
اللَّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيماً
}
وقوله: {وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ...}
وفى قراءة عبدالله
(واللاتى يأتِين بالفاحشة) والعرب تقول: أتيت أمرا عظيما، وأتيت بأمر عظيم،
وتكلمت كلاما قبيحا، وبكلام قبيح. وقال فى مريم {لقد جِئتِ شيئا فرِيّا} و
{جِئتم شيئا إِدّا} ولو كانت فيه الباء لكان صوابا
.
وقوله: {فأمسِكوهن فِى البيوتِ} كن يُحبَسن فى بيوت لهن إذا أتين
الفاحشة حتى أنزل الله تبارك وتعالى: قولَه: {وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا
مِنكُمْ فَآذُوهُمَا
...}
فنسحَتْ هذه الأولى
.
{
إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ
السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَائِكَ يَتُوبُ
اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً
}
وقوله: { ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ
...}
يقول: قبل الموت. فمن تاب فى صحَّته أو فى مرضه قبل أن ينزل به الموت فتوبته مقبوله
.
وقوله: {يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ} لا يجهلون أنه ذنب، ولكن لا يعلمون كُنْه ما فيه كعلم العالِم
.
{
وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ
حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ
الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَائِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ
عَذَاباً أَلِيماً
}
وقوله: {وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ
...}
(
الذين) فى موضع خفض. يقول: إن أسلم الكافر فى مرضه قبل أن ينزل به الموت كان مقبولا، فإذا نزل به الموت فلا توبة
.
{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ
النِّسَآءَ كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَآ
آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ
وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن
تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً }
وقوله: {لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَآءَ كَرْهاً...}
كان الرجل إذا مات عن امرأته وله ولد من غيرها وثب الولد فألقى ثوبه
عليها، فتزوّجها بغير مهر إلا مهر الأول، ثم أضرَّ بِها ليرثها ما ورثت من
أبيه، فأنزل الله تبارك وتعالى: {لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ
النِّسَآءَ كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ} (تعضلوهن) فى موضع نصب بأن. وهى
فى قراءة عبدالله (ولا أن تعضلوهنّ) ولو كانت جزما على النهى كان صوابا
.
{
وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً
}
وقوله: {وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ
...}
الإفضاء أن يخلو بها وإن لم يجامعها
.
وقوله {مِّيثَاقاً غَلِيظاً} الغليظ الذى أخذنه قوله تبارك وتعالى {فإمساك بِمعروفٍ أو تسريحٌ بإحسان
}.
{
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ
وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ
الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ
الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي
حُجُورِكُمْ مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِن لَّمْ
تَكُونُواْ دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ
أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ
الأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً
رَّحِيماً
}
وقوله: {وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الاخْتَيْنِ
...}
أن فى موضع رفع؛ كقولك: والجمع بين الأختين
.
{
وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَآءِ إِلاَّ مَا مَلَكْتَ
أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَّا وَرَاءَ
ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُمْ مُّحْصِنِينَ غَيْرَ
مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ
أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ
بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً
}
وقوله: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَآءِ
...}
المحصنات: العفائف. والمحصنات: ذوات الأزواج التى أحصنهنّ أزواجهن.
والنصب فى المحصنات أكثر. وقد روى علقمة: "المحصنات" بالكسر فى القرآن كله
إلا قوله {والمحصَنات من النّساء} هذا الحرف الواحد؛ لأنها ذات الزوج من
سبايا المشركين. يقول: إذا كان لها زوج فى أرضها استبرأْتَها بحيضة وحلَّت
لك
.
وقوله {كِتابَ اللَّه عليكم} كقولك: كتابا من الله عليكم. وقد قال
بعض أهل النحو: معناه: عليكم كتاب الله. والأوّل أشبه بالصواب. وقلّما تقول
العرب: زيدا عليك، أو زيدا دونك. وهو جائز كأنه منصوب بشىء مضمر قبله،
وقال الشاعر
:
يأيُّها المائحُ دَلْوى دونكا * إنى رأيت الناس يَحْمَدُونكا

الدلو رفع، كقولك: زيد فاضربوه.
والعرب تقول: الليلُ فبادروا، والليلَ فبادروا. وتنصب الدلو بمضمر فى
الخلفة كأنك قلت: دونك دلوى دونك
.
وقوله: {وَأُحِلَّ لَكُمْ مَّا وَرَاءَ ذَلِكُمْ} يقول: ما سوى ذلكم
.
وقوله: {وَيَكْفُرون بما وَراءَه} يريد: سواه
.
وقوله: {أن تَبْتَغُوا} يكون موضعها رفعا؛ يكون تفسيرا لـ (ما)، وإن
شئت كانت خفضا، يريد: أحل الله لكم ما وراء ذلكم لأن تبتغوا. وإذا فقدت
الخافض كانت نصبا
.
وقوله: {مُّحْصِنِينَ} يقول: أن تبتغوا الحلال غير الزنا. والمسافحة الزنا.

{ وَمَن
لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ
الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ
الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِّن بَعْضٍ
فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ
بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ
أَخْدَانٍ فَإِذَآ أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ
نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ
الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ
رَّحِيمٌ }
وقوله: {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ...}
يقول: إنما يرخص لكم فى تزويج الإماء إذا خاف أحدكم أن يفجر. ثم قال: وأن تتركوا تزويجهن أفضل.
{ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن
قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }
وقوله: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ...}
وقال فى موضع آخر {والله يُرِيدُ أن يتوبَ عليكم} والعرب تجعل اللام التى
على معنى كى فى موضع أن فى أردت وأمرت. فتقول: أردت أن تذهب، وأردت لتذهب,
وأمرتك أن تقوم, وأمرتك لتقوم؛ قال الله تبارك وتعالى {وأُمِرنا لِنُسْلِم
لِربِّ العَالمِين} وقال فى موضع آخر {قل إِنى أُمِرت أن أكون أوّل من
أسلم} وقال {يرِيدون لِيطفِئوا} و {أن يطفِئوا} وإنما صلحت اللام فى موضع
أن فى (أمرتك) وأردت لأنهما يطلبان المستقبل ولا يصلحان مع الماضى؛ ألا ترى
أنك تقول: أمرتك أن تقوم، ولا يصلح أمرتك أن قمت. فلما رأوا (أن) فى غير
هذين تكون للماضى والمستقبل استوثقوا لمعنى الاستقبال بكى وباللام التى فى
معنى كى. وربما جمعوا بين ثلاثهن؛ أنشدنى أبو ثروان:
أردت لكيما لا ترى لىَ عَثْرَةً * ومَنْ ذا الذى يُعْطَى الكمالَ فيَكْملُ

فجمع (بين اللام وبين كى) وقال الله تبارك وتعالى: {لِكيلا تَأْسَوْا على ما فاتكم} وقال الآخر فى الجمع بينهن:
أردتَ لكيما أن تَطَير بِقرْبتى * فتتركهَا شَنّا ببيداءَ بلقع

وإنما جمعوا بينهنّ لاتفاقهنّ فى المعنى واختلاف لفظهن؛ كما قال رؤبة:
*
بِغيرِ لا عَصْفٍ ولا اصْطِرافِ
*
وربما جمعوا بين ما ولا وإن التى على معنى الجحد؛ أنشدنى الكسائى فى بعض البيوت: (لا ما إن رأيت مثلك) فجمع بين ثلاثة أحرف
.
وربما جعلت العرب اللام مكان (أن) فيما أشبه (أردت وأمرت) مما يطلب المستقبل؛ أنشدنى الأنفىّ من بنى أنف الناقة من بنى سعد
:
ألم تسأَلِ الأنفىَّ يومَ يَسُوقنى * ويَزْعم أنى مُبْطِلُ القولِ كاذِبُهْ

أحاولَ إعناتى بما قال أم رجا * ليضحك منى أو ليضْحك صاحبُهْ
والكلام: رجا أن يضحك منى. ولا
يجوز: ظننت لتقوم. وذلك أنّ (أَن) التى تدخل مع الظنّ تكون مع الماضى من
الفعل. فتقول: أظنّ (أن قد) قام زيد، ومع المستقبل، فتقول: أظنّ أن سيقوم
زيد، ومع الأسماء فتقول: أظنّ أنك قائم. فلم تجعل اللام فى موضعها ولا كى
فى موضعها إذ لم تطلب المستقبل وحده. وكلما رأيت (أن) تصلح مع المستقبل
والماضى فلا تُدخلنَّ عليها كى ولا اللام
.
{
وَمَن يَفْعَلْ ذالِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذالِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً
}
وقوله: {فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً
...}
وتقرأ: نَصْلِيه، وهما لغتان، وقد قرئتا، من صَلَيْتُ وأَصليت. وكأنّ صَلَيْت: تَصليه على النار، وكأنّ أصليت: جعلته يصلاها
.
{
إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلاً كَرِيماً
}
وقوله: {وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلاً كَرِيماً...}
ومَدخلا، وكذلك:
{أَدْخلنى مَُدْخَل صدق وأخرجنى مَُخْرَج صدق} وإدخال صدق. ومن قال: مَدخلا
ومَخرجا ومَنزلا فكأنه بناه على: أدخلنى دخول صدق وأخرجنى خروج صدق. وقد
يكون إذا كان مفتوحا أن يراد به المنزل بعينه؛ كما قال: {ربّ أنزلنى
مَنزِلا مباركا} ولو فتحت الميم كانت كالدار والبيت. وربما فتحت العرب
الميم منه، ولا يقال فى الفعل منه إلأ أفعلت. من ذلك قوله
:
*
بمَصْبح الحمد وحيث يُمسى
*
وقال الآخر
:
الحمد لله ممسانا ومَُصْبَحنا * بالخير صبّحنا ربى ومسَّانا

وأنشدنى المفضَّل.
واعددت للحرب وثّابة * جواد المحثّة والمَرْود

فهذا مما لا يبنى على فعلت، وإنما
يبنى على أرودت. فلمّا ظهرت الواو فى المُرود ظهرت فى المَرود كما قالوا:
مَصْبح وبناؤه أصبحت لا غير
.
{
وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى
بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ
مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ
كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً
}
وقوله: {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ
...}
ليس هذا بنهى محرّم؛ إنما هو من الله أدب. وإنما قالت أم سَلَمة
وغيرها: ليتنا كنا رجالا فجاهدنا وغزونا وكان لنا مثل أجر الرجال، فأنزل
الله تبارك وتعالى {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللَّهُ} وقد جاء: لا
يتمنين أحدكم مال أخيه، ولكن ليقل: اللهمّ ارزقنى، اللهمّ أعطنى
.
{
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَآءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ
بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَآ أَنْفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ
فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ
وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي
الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ
عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً
}
وقوله: {فَالصَّالِحَاتُ
...}
وفى قراءة عبدالله (فالصوالح قوانت) تصلح فواعل وفاعلات فى جمع
فاعلة. وقوله: {بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} القراءة بالرفع. ومعناه: حافظات لغيب
أزواجهن بما حفظهن اللّهُ حين أوصى بهن الأزواج. وبعضهم يقرأ (بما حَفظ
اللَّه) فنصبه عل أن يجعل الفعل واقعا؛ كأنك قلت: حافظات للغيب بالذى يحفظ
اللَّه؛ كما تقول: بما أرضى اللَّه، فتجعل الفعل لما، فيكون فى مذهب مصدر.
ولست أشتهيه؛ لأنه ليس بفعل لفاعل معروف، وإنما هو كالمصدر
.
وقوله: {فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً} يقول: لا تبغوا عليهن عِلَلا
.
وقوله: {وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ} جاء التفسير أن معنى
تخافون: تعلمون. وهى كالظن؛ لأن الظانّ كالشاكّ والخائف قد يرجو. فلذلك
ضارع الخوف الظنّ والعلم؛ ألا ترى أنك تقول للخبر يبلغك: أما والله لقد خفت
ذاك، وتقول: ظننت ذلك، فيكون معناهما واحدا. ولذلك قال الشاعر
:
ولا تدفِنَنِّى بالفَلاة فإننى * أخاف إذا ما مُِتُّ أنْ لا أذوقها

وقال الآخر:
أتانى كلام عن نُصَيْب يقوله * وما خفت يا سلاّم أنك عائبى

كأنه قال: وماظننت أنك عائبى.
ونقلنا فى الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أمرت بالسواك حتى
خفتُ لأَدْرَدَن. كقولك: حتى ظننت لأدردن.

{ وَإِنْ
خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ
وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَآ إِن يُرِيدَآ إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ
بَيْنَهُمَآ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً }
وقوله: {فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَآ...}
يقول: حكما من أهل الرجل وحكما من أهل المرأة ليعلما من أيهما جاء النشوز.
فينبغى للحكم أن يأتى الرجل فينتظر ما عنده هل يهوى المرأة، فإن قال: لا
والله مالى فيها حاجة، علم أن النشوز جاء من قبله. ويقول حكم المرأة لها
مثل ذلك، ثم يعلماهما جميعا على قدر ذلك، فيأتيا الزوج فيقولا: أنت ظالم
أنت ظالم اتق الله، إن كان ظالما. فذلك قوله {إِن يُرِيدَآ إِصْلاَحاً
يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَآ} إذا فعلا هذا الفعل.
{ وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ
إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ
ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابْنِ
السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن
كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً }
وقوله: {وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً...}
أمرهم بالإحسان إلى الوالدين. ومثله {وقضى ربُّك ألاّ تَعْبُدوا إلا إيّاه
وبالوالدين إحسانا} ولو رفع الإحسان بالباء إذ لم يظهر الفعل كان صوابا؛
كما تقول فى الكلام: أحسِنْ إلى أخيك، وإلى المسىء الإساءة.
{وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى} بالخفض. وفى بعض (مصاحف أهل الكوفة وعُتُق
المصاحف) (ذا القربى) مكتوبة بالألف. فينبغى لمن قرأها على الألف أن ينصب
(والجارَ ذا القربى) فيكون مثل قوله {حافظوا على الصلواتِ والصلاَة الوسطى}
يضمر فعلا يكون النصب به.

{وَالْجَارِ الْجُنُبِ}: الجار الذى ليس بينك وبينه قرابة {وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ}: الرفيق {وَابْنِ السَّبِيلِ}: الضيف.
{ وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَآءَ النَّاسِ وَلاَ
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَن يَكُنِ
الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَآءَ قِرِيناً }
وقوله: { فَسَآءَ قِرِيناً...}
بمنزلة قولك: نعم رجلا، وبئس رجلا. وكذلك {وساءت مصيرا} و {كَبُر مقتا}
وبناء نعم وبئس ونحوهما أن ينصبا ما وليهما من النكرات، وأن يرفعا ما
يليهما من معرفة غير موَقّتة وما أضيف إلى تلك المعرفة. وما أضيف إلى نكرة
كان فيه الرفع والنصب.
فإذا مضى الكلام بمذكر قد جعل خبره مؤنثا مثل: الدار منزل صِدق، قلت: نِعمت
منزلا، كما قال {وساءت مصيرا} وقال {حسنت مرتفقا} ولو قيل: وساء مصيرا،
وحسن مرتفقا، لكان صوابا؛ كما تقول: بِئس المنزل النار، ونعم المنزل الجنة.
فالتذكير والتأنيث على هذا؛ ويجوز: نعمت المنزل دارك، وتؤنث فعل المنزل
لما كان وصفا للدار. وكذلك تقول: نعم الدار منزلك، فتذكّر فعل الدار إذ
كانت وصفا للمنزل. وقال ذو الرمَّة:
أو حُرَّةٌ عَيْطَل ثبْجاءُ مُجْفِرةٌ * دعائمَ الزَّورِ نِعمت زورقُ البلد
ويجوز أن تذكر الرجلين فتقول بِئسا رجلين، وبِئس رجلين، وللقوم: نِعم قوما
ونعموا قوما. وكذلك الجمع من المؤنث. وإنما وحَّدوا الفعل وقد جاء بعد
الأسماء لأن بئس ونعم دلالة على مدح أو ذمّ لم يرد منهما مذهب الفعل, مثل
قاما وقعدا. فهذا فى بئس ونعم مطرد كثير. وربما قيل فى غيرها مما هو فى
معنى بئس ونعم. وقال بعض العرب: قلت أبياتا جاد أبياتا، فوحّد فعل البيوت.
وكان الكسائىّ يقول: أضمِر حاد بهن أبياتا، وليس ها هنا مضمر إنما هو الفعل
وما فيه.

وقوله: {وحَسُنَ أولئك رفيقا} إنما وحد
الرفيق وهو صفة لجمع لأن الرفيق والبريد والرسول تذهب به العرب إلى الواحد
وإلى الجمع. فلذلك قال {وحَسُن أولئِك رفيقا} ولا يجوز فى مثله من الكلام
أن تقول: حسن أولئك رجلا، ولا قبح أولئِك رجلا، إنما يجوز أن توحد صفة
الجمع إذا كان اسما مأخوذا من فعل ولم يكن اسما مصرحا؛ مثل رجل وامرأة، ألا
ترى أن الشاعر قال
:
وإذا هُمُ طعِموا فألأم طاعم * وإذا هم جاعوا فشرّ جِياع

وقوله: {كَبُرَتْ كَلمةً تَخْرُجُ
مِنْ أَفْوَاهِهِم} كذلك، وقد رفعها بعضهم ولم يجعل قبلها ضميرا تكون
الكلمة خارجة من ذلك المضمر. فإذا نصبت فهى خارجة من قوله: {ويُنْذِرَ
الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً} أى كبرت هذه كلمة
.
{
إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً
}
وقوله: {وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا
...}
ينصب الحسنة ويضمر فى (تك) اسم مرفوع. وإن شئت رفعت الحسنة ولم تضمر شيئا. وهو مثل قوله {وإن كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظرَة إلى مَيْسرة
}
{
يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً
}
وقوله: {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ...}

(وتسوى)
ومعناه: لو يسوون بالتراب. وإنما تمنّوا ذلك لأن الوحوش وسائر الدواب يوم
القيامة يقال لها: كونى ترابا، ثم يحيا أهل الجنة، فإذا رأى ذلك الكافرون
قال بعضهم لبعض: تعالوا فلنقل إذا سئلنا: والله ما كنا مشركين، فإذا سئِلوا
فقالوها ختِم على أفواههم وأذِن لجوارحهم فشهدت عليهم. فهنالك يودّون أنهم
كانوا ترابا ولم يكتموا الله حديثا. فكتمان الحديث ههنا فى التمنى. ويقال:
إنما المعنى: يومئذ لا يكتمون الله حديثا ويودون لو تسوى بهم الأرض.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ
سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي
سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُواْ وَإِنْ كُنْتُمْ مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ
أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنْكُمْ مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَآءَ
فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ
بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً



[size=16]يتبع



[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المدير العام
المدير العام
المدير العام
المدير العام


الجنس : ذكر
الثور
الهوية : الرياضة
الجنسية : ذكر
عدد المساهمات : 4650
نقاط : 10709
تاريخ الميلاد : 13/05/1981
تاريخ التسجيل : 27/11/2009
العمر : 42

المعاني الواردة في آيات سورة النساء Empty
مُساهمةموضوع: رد: المعاني الواردة في آيات سورة النساء   المعاني الواردة في آيات سورة النساء Emptyالجمعة أكتوبر 26, 2012 9:16 am

[b][size=16]
}

وقوله: {لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى... }
نزلت فى نفر من أصحاب محممد صلى الله عليه وسلم شربوا وحضروا الصلاة مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل تحريم الخمر. فأنزل الله تبارك وتعالى
{لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ} مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن
صلّوها فى رحالكم.
ثم قال {وَلاَ جُنُباًً} أى لا تقربوها جُنُباً {حَتَّى تَغْتَسِلُواْ}
ثم استثنى فقال {إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ} يقول: إلا أن تكونوا مسافرين لا تقدرون على الماء
ثم قال {فَتَيَمَّمُواْ} والتيمم: أن تقصد الصعد الطيّب حيث كان. وليس التيمم إلا ضربة للوجه وضربة لليدين للجنب وغير الجنب.

{ أَلَمْ
تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ
الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ }
وقوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ...}
{أَلَمْ تَرَ} فى عامة القرآن: ألم تخبر. وقد يكون فى العربية: أما ترى، أما تعلم.
{ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ
وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا
لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ
سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ
وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ
إِلاَّ قَلِيلاً }
وقوله: {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ...}
أن شئت جعلتها متصلة بقوله {ألم تر إلى الذين أوتوا نصِيبا من الكتاب}،
{مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ} وإن شئت كانت منقطعة
منها مستأنفة، ويكون المعنى: من الذين هادوا من يحرفون الكلم. وذلك من كلام
العرب: أن يضمروا (من) فى مبتدأ الكلام. فيقولون: منَّا يقول ذلك، ومنا لا
يقوله. وذلك أن (مِن) بعض لما هى منه، فلذلك أدَّت عن المعنى المتروك؛ قال
الله تبارك وتعالى: {وما مِنّا إِلاَّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُوم} وقال {وإِنْ
مِنْكُمْ إِلا وارِدها} وقال ذو الرمَّة:
فظلّوا ومنهم دمعه سابِقٌ له * وآخرُ يثْنِى دَمْعَة العين بالْهَمْلِ
يريد: منهم من دمعه سابِق. ولا يجوز إضمار (من) فى شىء من الصفات إلا على
المعنى الذى نبأتك به، وقد قالها الشاعر فى (فى) ولست أشتهيها، قال:
لو قلت ما فى قومها لم تأْثم * يَفْضُلها فى حسب ومِيسم

ويروى أيضا (تيثم) لغة. وإنما جاز ذلك فى
(فى) لأنك تجد معنى (من) أنه بعض ما أضيفت إليه؛ ألا ترى أنك تقول؛ فينا
صالحون وفينا دون ذلك، فكأنك قلت: منا، ولا يجوز أن تقول: فى الدار يقول
ذلك؛ وأنت تريد فى الدار من يقول ذلك، إنما يجوز إذا أضفت (فى) إلى جنس
المتروك
.
وقوله: {لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ} يعنِى: ويقولون (وراعِنا) يوجهونها إلى شتم محمد صلى الله عليه وسلم. فذلك اللىّ
.
وقوله: {وَأَقْوَمَ} أى أعدل
.
{
إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا
دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى
إِثْماً عَظِيماً
}
وقوله: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ
...}
فإن شئت جعلتها فى مذهب خفض ثم تلقى الخافض فتنصبها؛ يكون فى مذهب جزاء؛ كأنك قلت: إن الله لا يغفر ذنبا مع شرك ولا عن شرك
.
{
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً
}
وقوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ
...}
جاءت اليهود بأولادها إلى النبىّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: هل
لهؤلاء ذنوب؟ قال: لا، قالوا: فإنا مثلهم ما عملناه بالليل كفّر عنا
بالنهار، وما عملناه بالنهار كفر عنا بالليل. فذلك تزكيتهم أنفسهم
.
وقوله: {وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} الفتيل هو ما فتلت بين إصبعيك من الوسخ، ويقال: وهو الذى فى بطن النواة
.
{
أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً
}
وقوله: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً...}
النقير: النقطة فى
ظهر النواة. و(إذاً) إذا استؤنف بها الكلام نصبت الفعل الذى فى أوله الياء
أو التاء أو النون أو الألف؛ فيقال: إذا أضربك، إذاً أَجْزيَك. فإذا كان
فيها فاء أو واو أو ثمّ أو (أو) حرف من حروف النسق، فإن شئت كان معناهما
معنى الاستئناف فنصبت بها أيضاً. وإن شئت جعلت الفاء أو الواو إذا كانتا
منها منقولتين عنها إلى غيرها. والمعنى فى قوله {فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ}
على: فلا يؤتون الناس نقيرا إِذاً. ويدلك على ذلك أنه فى المعنى - والله
أعلم - جواب لجزاء مضمر، كأنك قلت: ولئن كان لهم، أو ولو كان لهم نصيب لا
يؤتون الناس إذا نقيرا. وهى فى قراءة عبدالله منصوبة (فإذا لا يؤتوا الناس
نقيرا) وإذا رأيت الكلام تامّا مثل قولك: هل أنت قائم؟ ثم قلت: فإذا أضربك،
نصبت بإذاً ونصبت بجواب الفاء ونويت النقل. وكذلك الأمر والنهى يصلح فى
إذاً وجهان: النصب بها ونقلها. ولو شئت رفعت بالفعل إذا نويت النقل فقلت:
إيته فإذاً يكْرِمُك، تريد فهو يكرمك إذاً، ولا تجعلها جوابها. وإذا كان
قبلها جزاء وهى له جواب قلت: إن تأتنى إذا أُكْرِمُك. وإن شئت: إذا
أُكْرِمَك وأُكْرِمْك؛ فمن جزم أراد أكرِمك إِذاً. ومن نصب نوى فى إذاً فاء
تكون جوابا فنصب الفعل بإذاً. ومن رفع جعل إذاً منقولة إلى آخر الكلام؛
كأنه قال: فأُكرِمك إِذاً. وإذا رأيت فى جواب إِذاً اللام فقد أضمرت لها
(لئن) أو يمينا أو (لو). من ذلك قوله عزّ وجل {ما اتّخذ اللَّهُ من ولدٍ
وما كان مَعَه مِن إِلهٍ إِذاً لذهب كُلُّ إِلهٍ بِما خلق}. والمعنى -
والله أعلم -: لو كان [معه] فيهما إله لذهب كل إله بما خلق. ومثله {وإِن
كادوا لَيَفْتنونك عنِ الذِى أَوحينا إِليك لِتفترِىَ علينا غيرَه، وإذا
لاتّخَذوك خلِيلا} ومعناه: لو فعلت لاتخذوك. وكذلك قوله {كِدْتَ تركن} ثم
قال: {إِذاً لأذقناك}، معناه لو ركنت لأذقناك إِذاً. وإذا أوقعت (إذاً) على
يفعل وقبله اسم بطلت فلم تنصب؛

فقلت: أنا إذا أَضربُك. وإذا كانت فى أوّل الكلام (إِنّ) نصبت يفعل ورفعت؛ فقلت: إنى إذاً أوذِيَك. والرفع جائز؛ أنشدنى بعض العرب:
لا تتركنِّى فِيهُم شَطيرا * إِنى إِذاً أهلِكَ أو أَطيرا

{
أَمْ
يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَآ آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ
آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ
مُّلْكاً عَظِيماً * فَمِنْهُمْ مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَّن صَدَّ
عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً
}
وقوله: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَآ آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ
...}
هذه اليهود حسدت النبى صلى الله عليه وسلم كثرة النساء, فقالوا: هذا يزعم أنه نبىّ وليس له همّ إلا النساء
.
فأنزل الله تبارك وتعالى {فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} وفى آل إبراهيم سليمان بن داود، وكان له تسعمائة
امرأة، ولداود مائة امرأة
.
فلما تليت عليهم هذه الآية كذَّب بعضهم وصدَّق بعضهم
.
وهو قوله: {فَمِنْهُمْ مَّنْ آمَنَ بِهِ
...}
بالنبأ عن سليمان وداود {وَمِنْهُمْ مَّن صَدَّ عَنْهُ} بالتكذيب والإعراض
.
{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُواْ جَمِيعاً
}
وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُواْ جَمِيعاً
...}
يقول: عُصَباً. إذا دعيتم إِلى السرايا، أو دعيتم لتنفروا جميعا
.
{
وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ
مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ
مَّعَهُمْ شَهِيداً
}
وقوله: {وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ...}
اللام التى فى (من)
دخلت لمكان (إنّ) كما تقول: إنّ فيها لأخاك. ودخلت اللام فى
(لَيُبَطِّئَنَّ) وهى صلة لمن على إِضمارِ شبيه باليمين؛ كما تقول فى
الكلام: هذا الذى ليقومنَّ؛ وأرى رجلا ليفعلنَّ ما يريد. واللام فى النكرات
إذا وصِلت أسهل دخولا منها فى من وما والذى؛ لأن الوقوف عليهن لا يمكن.
والمذهب فى الرجل والذى واحِد إذا احتاجا إلى صلة. وقوله: {وإنّ كُلاّ لما
لَيُوَفِّينّهم} من ذلك، دخلت اللام فى (ما) لمكان إنّ، ودخلت فى الصلة كما
دخلت فى ليبطئن. ولا يجوز ذلك فى عبدالله، وزيد أن تقول: إن أخاك ليقومنّ؛
لأن الأخ وزيدا لا يحتاجان إلى صلة، ولا تصلح اللام أن تدخل فى خبرهما وهو
متأخر؛ لأن اليمين إذا وقعت بين الاسم والخبر بطل جوابها؛ كما نقول: زيد
والله يكرمك، ولا تقول زيد والله ليكرمك
.
{
وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ
تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يالَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ
فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً
}
وقوله: {يالَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً
...}
العرب تنصب ما أجابت بالفاء فى ليت؛ لأنها تمنّ، وفى التمنى معنى
يسّرنى أن تفعل فأفعلَ. فهذا نصب كأنه منسوق؛ كقولك فى الكلام: ودِدت أن
أقوم فيتبعَنى الناس. وجواب صحيح يكون لجحد ينوى فى التمنّى؛ لأنّ ما تمنّى
مما قد مضى فكأنه مجحود؛ ألا ترى أن قوله {يالَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ
فَأَفُوزَ} فالمعنى: أكن معهم فأفوز. وقوله فى الأنعام {يا ليتنا نُرَدُّ
ولا نُكَذِّبَ} هى فى قراءة عبدالله بالفاء {نردّ فلا نكذبَ بآياتِ ربّنا}
فمن قرأها كذلك جاز النصب على الجواب، والرفع على الاستئناف، أى فلسنا
نكذب. وفى قراءتنا بالواو. فالرفع فى قراءتنا أجود من النصب، والنصب جائز
على الصرف؛ كقولك: لا يسعنى شىء ويضيقَ عنك.

{ وَمَا
لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ
الرِّجَالِ وَالنِّسَآءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ
أَخْرِجْنَا مِنْ هَاذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ
لَّنَا مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَّنَا مِن لَّدُنْكَ نَصِيراً }
وقوله: {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ...}
و(المستضعفين) فى موضع خفض.
وقوله: {الظَّالِمِ أَهْلُهَا} خفض (الظالم) لأنه نعت للأهل، فلما أعاد
الأهل على القربة كان فعل ما أضيف إليها بمنزلة فعلها؛ كما تقول: مررت
بالرجلِ الواسعةِ دارُه، وكما تقول: مررت برجلٍ حَسَنةٍ عينُه. وفى قراءة
عبدالله: "أخرجنا من القرية التي كانت ظالمة". ومثله مما نسب الظلم إلى
القرية وإنما الظلم لأهلها فى غير موضع من التنزيل. من ذلك {وكَمْ مِن
قَرْيةٍ أهلكناها} ومنه قوله: {واسألِ القرية التِى كنا فِيها} معناه: سل
أهل القرية.
{ أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ
مُّشَيَّدَةٍ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَاذِهِ مِنْ عِندِ
اللَّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَاذِهِ مِنْ عِندِكَ قُلْ
كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ فَمَالِ هؤلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ
يَفْقَهُونَ حَدِيثاً }
وقوله: {فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ...}

يشدّد ما كان من جمع؛ مثل قولك: مررت
بثياب مُصَبَّغةٍ وأكبشٍ مذبّحةٍ. فجاز التشديد لأن الفعل متفرق فى جمع.
فإذا أفردت الواحد من ذلك فإن كان الفعل يتردّد فى الواحد ويكثر جاز فيه
التشديد والتخفيف؛ مثل قولك: مررت برجل مشجّج، وبثوب ممزّق؛ جاز التشديد؛
لأن الفعل قد تردد فيه وكثر. وتقول: مررت بكبشٍ مذبوح، ولا تقل مذبح لأن
الذبح لا يتردّد كتردّد التخرق، وقوله: {وبِئرٍ مُعَطَّلةٍ وقصرٍ مَشِيد}
يجوز فيه التشديد؛ لأن التشييد بناء فهو يتطاول ويتردّد. يقاس على هذا ما
ورد
.
وقوله: {وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَاذِهِ مِنْ عِندِ
اللَّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَاذِهِ مِنْ عِندِكَ
...}
وذلك أن اليهود لمّا أتاهم النبىّ صلى الله عليه وسلم بالمدينة
قالوا: ما رأينا رجلا أعظم شؤما من هذا؛ نقصت ثمارنا وغلت أسعارنا. فقال
الله تبارك وتعالى: إن أمطروا وأخصبوا قالوا: هذه من عند الله، وإن غلت
أسعارهم قالوا: هذا من قِبل محمد (صلى الله عليه وسلم
).
وقول الله تبارك وتعالى: {قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ
}.
وقوله: {فَمَالِ هؤلاء الْقَوْمِ} (فمال) كثرت فى الكلام، حتى
توهَّموا أن اللام متصلة بـ (ما) وأنها حرف فى بعضه. ولا تصالِ القراءة لا
يجوز الوقف على اللام؛ لأنها لام خافضة
.
{
وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ
طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا
يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى
بِاللَّهِ وَكِيلاً
}
وقوله: {طَاعَةٌ...}
الرفع على قولك:
مِنّا طاعة، أو أمرُك طاعة. وكذلك {قُل لاَ تُقْسِمُوا طَاعَةٌ
مَّعْرُوفَةٌ} معناه - والله أعلم -: قولوا: سمع وطاعةٌ. وكذلك التى فى
سورة محمد صلى الله عليه وسلم {فأَولى لهم طاعةٌ وقولٌ معروف} ليست بمرتفعة
بـ (لهم). هى مرتفعة على الوجه الذى ذكرت لك. وذلك أنهم أنزل عليهم الأمر
بالقتال فقالوا: سمع وطاعة، فإذا فارقوا محمدّا صلى الله عليه وسلم غيّروا
قولهم. فقال الله تبارك وتعالى {فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم} وقد يقول
بعض النحويين: وذكِر فيها القتال، وذكِرت (طاعة) وليست فيها واو فيجوزَ هذا
الوجه. ولو رددت الطاعة وجعلت كأنها تفسير للقتال جاز رفعها ونصبها؛ أمّا
النصب فعلى: ذكر فيها القتال بالطاعة أو على الطاعة. والرفع على: ذكر فيها
القتال ذكِر فيها طاعة
.
وقوله: {بَيَّتَ طَآئِفَةٌ} القراءة أن تنصب التاء، لأنها على جهة
فَعَل. وفى قراءة عبدالله: "بيّتَ مُبيّت منهم" غير الذى تقول. معناه:
غَيّروا ما قالوا وخالفوا. وقد جزمها حمزة وقرأها بيَّتْ طائفة. جزمها
لكثرة الحركات، فلما سكنت التاء اندغمت فى الطاء
.
{
وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ
أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي
الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ
وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ
الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً
}
وقوله: {وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ...}
هذا نزل فى سرايا
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثها، فإذا غَلَبوا أو غُلِبوا بادر
المنافقون إلى الاستخبار عن حال السرايا، ثم أفشوه قبل أن يفشيه رسول الله
صلى الله عليه وسلم أو يحدّثه، فقال {أَذَاعُواْ بِهِ} يقول أفشوه. ولو لم
يفعلوا حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى يخبر به لكان خيرا لهم،
أو ردّوه إلى أمراء السرايا. فذلك قوله {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ
وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ
يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ
}.
وقوله: {لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} قال المفسرون
معناه: لعلمه الذين يستنبطونه إِلا قليلا. ويقال: أذاعوا به إلا قليلا.
وهو أجود الوجهين؛ لأن علم السرايا إذا ظهر علمه المستنبط وغيره، والإذاعة
قد تكن فى بعضهم دون بعض. فلذلك استحسنت الاستثناء من الإذاعة
.
{
مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا
وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ
اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً
}
وقوله: { يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا
...}
الكِفل: الحظّ. ومنه قوله: {يؤتِكم كِفْلَيْنِ مِن رحمتِهِ} معناه: نصيبين
.
وقوله: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً} المقِيْت:
المقدّر والمقتدر، كالذى يعطى كل رجل قُوته. وجاء فى الحديث: كفى بالمرء
(إثما) أن يضيع من يُقِيت، ويقوت
.
{
وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدُّوهَآ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً
}
وقوله: {وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَآ}...}
أى زيدوا عليها؛
كقول القائِل: السلام عليكم، فيقول: وعليكم ورحمة الله. فهذه الزيادة {أَوْ
رُدُّوهَآ} قيل هذا للمسلمين. وأمّا أهل الكتاب فلا يزادون على: وعليكم
.
{
فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ
أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ
اللَّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً
}
وقوله: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ
...}
إنما كانوا تكلّموا فى قوم هاجروا إلى المدينة من مكة، ثم ضجِروا
منها واستوخموها فرجعوا سرّا إلى مكة. فقال بعض المسلمين: إن لقيناهم
قتلناهم وسلبناهم، وقال بعض المسلمين: أتقتلون قوما على دينكم أن استوخموا
المدينة؛ فجعلهم الله منافقين، فقال الله فما لكم مختلفين فى المنافقين.
فذلك قوله (فئتين
).
ثم قال تصديقا لنفاقهم {وَدُّوا لو تَكْفُرون كما كَفَروا} فنصب
(فئتين) بالفعل، تقول: مالك قائما، كما قال الله تبارك وتعالى {فَمَا
لِلّذِينَ كَفَروا قِبلك مُهْطِعِين} فلا تبالِ أكان المنصوب معرفة أو
نكرة؛ يجوز فى الكلام أن تقول: مالك الناظرَ فى أمرنا، لأنه كالفعل الذى
ينصب بكان وأظنّ وما أشبههما. وكل موضع صلحت فيه فَعَل ويفعل من المنصوب
جاز نصب المعرفة منه والنكرة؛ كما تنصب كان وأظنّ؛ لأنهن نواقص فى المعنى
وإن ظننت أنهن تامّات. ومثل مالِ، ما بالُك، وما شأنك. والعمل فى هذه
الأحرف بما ذكرت لك سهل كثير. ولا تقل: ما أمرُك القائمَ، ولا ما خطبُك
القائمَ، قياسا عليهن؛ لأنهن قد كثرن، فلا يقاس الذى لم يستعمل على ما قد
استعمل؛ ألا ترى أنهم قالوا: أيش عندك؟ ولا يجوز القياس على هذه فى شىء من
الكلام
.
وقوله: {والله أَرْكَسَهُمْ بما كَسبوا} يقول: ردّهم إلى الكفر. وهى فى قراءة عبدالله وأبىّ {واللَّه رَكَسَهم
}.
{
إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ
مِّيثَاقٌ أَوْ جَآءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ
يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ
فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ
وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ
سَبِيلاً
}
وقوله: {إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ
...}
يقول: إذا واثق القوم النبىّ صلى الله عليه وسلم ألاّ يقاتلوه ولا
يعينوا عليه، فكتبوا صلحا لم يحلّ قتالهم ولا من اتَّصل بهم، فكان رأيه فى
قتال رسول الله صلى الله عليه وسلم كرأيهم فلا يحلّ قتاله. فذلك قوله
(يصلون) معناه: يتصلون بهم
.
وقوله: {أَوْ جَآءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ}، يقول: ضاقت صدورهم
عن قتالكم أو قتال قومهم. فذلك معنى قوله {حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} أى ضاقت
صدورهم. وقد قرأ الحسن "حصِرةً صدورهم"، والعرب تقول: أتانى ذهب عقلُه،
يريدون قد ذهب عقله. وسَمع الكسائىُّ بعضهم يقول: فأصبحتُ نظرت إلى ذات
التنانِيرِ. فإذا رأيت فَعَل بعد كان ففيها قد مضمرة، إلا أن يكون مع كان
جحد فلا تضمر فيها (قد مع جحد) لأنها توكيد والجحد لا يؤكَّد؛ ألا ترى أنك
تقول: ما ذهبت، ولا يجوز ما قد ذهبت
.
{
سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ
قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّواْ إِلَى الْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا
فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُواْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ
وَيَكُفُّواْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ
ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَائِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً
مُّبِيناً
}
وقوله: {سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ...}
معناه: أن يأمنوا فيكم ويأمنوا فى قومهم. فهؤلاء بمنزلة الذين ذكرناهم فى أن قتالهم حلال إذا لم يرجعوا.
{
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً
وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ
مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن
قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ
وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ
مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ فَمَن لَّمْ
يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ
وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً
}
وقوله: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ
...}
مرفوع على قولك: فعليه تحرير رقبة. والمؤمنة: المصلِّية المدرِكة. فإن لم يقل: رقبة مؤمنة، أجزأت الصغيرة التى لم تصلِّ ولم تبلغ
.
وقوله: {فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ}
كان الرجل يسلم فى قومه وهم كفّار فيكتم إسلامه. فمن قُتِل وهو غير معلوم
إسلامه من هؤلاء أعتق قاتله رقبة ولم تدفع دِيته إلى الكفار فيقْوَوْا بها
على أهل الإسلام. وذلك إذا لم يكن بين قومه وبين النبىّ صلى الله عليه وسلم
عهد. فإن كان عهد جرى مجرى المسلم
.
{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ
السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذالِكَ كُنْتُمْ مِّن قَبْلُ
فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا
تَعْمَلُونَ خَبِيراً
}
وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ...}

(فَتَثَبَّتُوا
- قراءة عبدالله بن مسعود وأصحابه. وكذلك التى فى الحجُرات. ويَقْرأ ان:
فَتَثَبَّتُوا) وهما متقاربتان فى المعنى. تقول للرجل: لا تعجل بإقامة حتى
تتبين وتتثبت.
وقوله: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ
مُؤْمِناً} ذكروا أنه رجل سلّم على بعض سرايا المسلمين، فظنّوا أنه عائذ
بالإسلام وليس بمسلم فقُتِل. وقرأه العامة: السَلَم. والسلم: الاستسلام
والإعطاء بيده.
{ لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي
الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ
وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ
وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ
الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً
عَظِيماً }
وقوله: {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ...}
يرفع (غير) لتكون كالنعت للقاعدين؛ كما قال: {صِراطَ الذين أنعمت عليهم
غيرِ المغضوب} وكما قال {أوِ التابِعِين غيرِ أولِى الإرْبةِ مِن الرجالِ}
وقد ذكِر أن (غير) نزلت بعد أن ذكر فضل المجاهد على القاعد، فكان الوجه فيه
الاستثناء والنصب. إلا أنّ اقتران (غير) بالقاعدين يكاد يوجب الرفع؛ لأن
الاستثناء ينبغى أن يكون بعد التمام. فتقول فى الكلام: لا يستوى المحسنون
والمسيئون إلا فلانا وفلانا. وقد يكون نصبا على أنه حال كما قال:
{أُحِلَّتْ لكم بهيمةُ الأنعامِ إلا ما يُتْلَى عليكم غيرَ مُحِلِّى
الصيدِ} ولو قرئت خفضا لكان وجها: تجعل من صفة المؤمنين.

{ إِنَّ
الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ
فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْواْ
أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا
فَأُوْلَائِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَآءَتْ مَصِيراً }
وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ...}
إن شئت جعلت {تَوَفَّاهُمُ} فى موضع نصب. ولم تضمر تاء مع التاء, فيكون مثل
قوله {إن البقر تشابه علينا} وإن شئت جعلتها رفعا؛ تريد: إن الذين تتوفاهم
الملائكة. وكل موضع اجتمع فيه تاءان جاز فيه إِضمار إحداهما؛ مثل قوله
{لعلكم تذكرون} ومثل قوله {فإن تَوَلَّوْا فقد أبلغتكم}.
{ إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَآءِ وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً }
وقوله: {إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَآءِ...}
فى موضع نصب على الاستثناء من {مأواهم جهنم}.
{ وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً
كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ
وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلىَ
اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }
وقوله: {يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً...}
ومراغَمة مصدران. فالمراغَم: المضطَرب والمذهب فى الأرض.

{ وَإِذَا
كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ
مِّنْهُمْ مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ
فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ
يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ
وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ
أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَّيْلَةً
وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ
أَوْ كُنتُمْ مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ
إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً }
وقوله: {فَلْتَقُمْ...}
وكلّ لام أمر إذا استؤنفت ولم يكن قبلها واو ولا فاء ولا ثُمَّ كُسرت. فإذا
كان معها شىء من هذه الحروف سُكّنت. وقد تكسر مع الواو على الأصل. وإنما
تخفيفها مع الواو كتخفيفهم (وهْوَ) قال ذاك، (وهْىَ) قالت ذاك. وبنو سُلَيم
يفتحون اللام إذا استؤنفت فيقولون: لَيَقم زيد، ويجعلون اللام منصوبة فى
كل جهة؛ كما نصَبت تميم لام كى إذا قالوا: جئت لآَخذ حقّى.

وقوله: {طَآئِفَةٌ أُخْرَى} ولم يقل:
آخرون؛ ثم قال {لَمْ يُصَلُّواْ} ولم يقل: فلتصل. ولو قيل: "فلتُصل" كما
قيل "أخرى" لجاز ذلك. وقال فى موضع آخر: {وإنْ طائفتانِ مِن المؤمِنِين
اقتتلوا} ولو قيل: اقتتلتا فى الكلام كان صوابا. وكذلك قوله {هذانِ
خَصْمانِ اختصموا فى ربِّهم} ولم يقل: اختصما. وقال {فِرقا هدى وفرِيقا
حَقَّ عليهم الضّلالة} وفى قراءة أبىّ "عليه الضلالة". فإذا ذكرت اسما
مذكّرا لجمع جاز جمع فعله وتوحيده؛ كقول الله تعالى {وإنا لجميع حاذرون}.
وقوله: {أم يقولون نَحْن جَميعٌ مُنْتَصر} وكذلك إذا كان الاسم مؤنّثا وهو
لجمع جعلت فعله كفعل الواحدة الأنثى الطائفة والعصبة والرفقة. وإن شئت
جمعته فذكَّرته على المعنى. كلّ ذلك قد أتى فى القرآن
.
{
وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَآءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ
تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ
اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً
}
وقوله: {وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ
...}
قال بعض المفّسرين: معنى ترجون: تخافون. ولم نجد معنى الخوف يكون
رجاء إلا ومعه جحد. فإذا كان كذلك كان الخوف على جهة الرجاء والخوف، وكان
الرجاء كذلك؛ كقوله تعالى {قل لِلذِين آمنوا يغفِروا لِلذِين لا يرجون
أَيّامَ اللهِ} هذه: للذين لا يخافون أيام الله، وكذلك قوله: {ما لكم لا
تَرْجون لِلّهِ وقارا}: لا تخافون لله عظمة. وهى لغة حجازية. وقال الراجز
:
لا ترتجِى حِين تلاقى الذائدا * أسبعة لاقت معا أم واحدا

وقال الهدلىّ:
إذا لسعته النحلُ لم يرجَ لَسْعها * وخالفها فى بيتِ نُوب عوامِلِ

ولا يجوز: رجوتك وأنت تريد: خفتك، ولا خفتك وأنت تريد رجوتك.
{
وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً }
وقوله: {وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً...}
يقال: كيف قال "به" وقد ذَكَر الخطيئة والإثم؟. وذلك جائز أن
يُكْنَى عن الفعلين وأحدهما مؤنّث بالتذكير والتوحيد، ولو كثر لجاز الكناية
عنه بالتوحيد؛ لأن الأفاعيل يقع عليها فعل واحد، فلذلك جاز. فإن شئت ضممت
الخطيئة والإثم فجعلته كالواحد. وإن شئت جعلت الهاء للإثم خاصّة؛ كما قال
{وإذا رَأَوْا تجارةً أو لَهْواً انفَضُّوا إِليها} فجعله للتجارة. وفى
قراءة عبدالله (وإذا رأوا لهوا أو تجارة انفَضُّوا إليها) فجعله للتجارة فى
تقديمها وتأخيرها. ولو أتى بالتذكير فجعِلا كالفعل الواحد لجاز. ولو ذكّر
على نِيّة اللهو لجاز. وقال {إِن يكن غَنِيّاً أو فَقِيرا فاللَّهُ أَوْلَى
بهما} فثنّى. فلو أتى فى الخطيئة واللهو والإثم والتجارة مثنى لجاز. وفى
قراءة أبىّ (إن يكن غنِىّ أو فقير فالله أولى بهم) وفى قراءة عبدالله (إِن
يكن غنىّ أو فقير فالله أولى بهما) فأمَّا قول أبىّ (بهم) فإنه كقوله {وكم
مِن مَلَكٍ فى السمواتِ لا تُغْنِى شفاعَتُهمْ} ذهب إلى الجمع، كذلك جاء فى
قراءة أبىّ، لأنه قد ذكرهم جميعا ثم وحّد الغنىّ والفقير وهما فى مذهب
الجمع؛ كما تقول: أصبح الناس صائما ومفطرا، فأدّى اثنان عن معنى الجمع
.
{
وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ
طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ
وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ
اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً
}
وقوله: {لَهَمَّتْ طَّآئِفَةٌ
...}
يريد: لقد همت طائفة فأضمرت
.
وقوله: {أَن يُضِلُّوكَ}: يُخطِّئوك فى حكمك.

{ لاَّ
خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ
مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذالِكَ
ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }
وقوله: {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ...}
(من) فى موضع خفض ونصب؛ الخفض: إلا فيمن أمر بصدقة. والنجوى هنا رجال؛ كما
قال {وإذْ هُمْ نَجوى} ومن جعل النجوى فعلا كما قال {ما يكون من نجوى
ثلاثةٍ} فـ (من) حينئذ فى موضع رفع. وأمّا النصب فأن تجعل النجوى فعلا.
فإذا استثنيت الشىء من خلافه كان الوجه النصب، كما قال الشاعر:
وقفت فيها أُصَيلاناً أُسائلها * عَيَّت جوابا وما بالربْعِ مِن أحدِ
إِلا الأوارِىَّ لأْياً ما أُبيِّنها * والنُؤْىُ كالحوض بالمظلومةِ الجَلَدِ
وقد يكون فى موضع رفع وإن ردّت على خلافها؛ كما قال الشاعر:
وبلد ليس بِهِ أنيسُ * إلا اليعافِيرُ وإلاَّ العِيسُ
{ إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً }
وقوله: {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً...}
يقول: اللات والعُزَّى وأشباههما من الآلهة المؤنثة. وقد قرأ ابن عباس {إِن
يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثاً} جمع الوثن فضم الواو فهمزها، كما
قال {وإذا الرُّسُلُ أُقِّتَت} وقد قرئت (إنْ يَدْعُونَ مِن دُونِه إلا
أُنُثا) جمع الإناث، فيكون مثل جمع الثمار والثمر {كُلُوا مِنْ ثُمُرِه}.
{ لَّعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً }
وقوله: {نَصِيباً مَّفْرُوضاً...}
جعل الله له عليه السبيل؛ فهو كالمفروض.

{
وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ
آذَانَ الأَنْعَامِ وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ
وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ
خُسْرَاناً مُّبِيناً }
وقوله: {وَلأُضِلَّنَّهُمْ...}
وفى قراءة أُبىّ "وأُضلهم وأُمَنِّيهم".
{ وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ
واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ
خَلِيلاً }
وقوله: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً...}
يقول القائل: ما هذه الخُلَّة؟ فذُكِر أنّ إبراهيم صلى الله عليه وسلم كان
يضيف الضيفان ويطعم الطعام، فأصاب الناس سنةُ جدب فعزَّ الطعام. فبعث
إبراهيم صلى الله عليه وسلم إلى خليل له بمصر كانت المِيرة من عنده، فبعث
غلمانه معهم الغرائر والإبل ليميره، فردّهم وقال: إبراهيم لا يريد هذا
لنفسه، إنما يريده لغيره. قال: فرجع غلمانه، فمرّوا ببطحاء لينة. فاحتملوا
من رملها فملئوا الغرائر؛ استحياء من أن يردّوها فارغة، فرُدّوا على
إبراهيم صلى الله عليه وسلم فأخبروه الخبر وامرأه نائمة، فوقع عليه النوم
هَمّا، وانتبهت والناس على الباب يلتمسون الطعام. فقالت للخبّازين: افتحوا
هذه الغرائر واعتجنوا، ففتحوها فإذا أطيب طعام، فعجنوا واختبزوا. وانتبه
إبراهيم صلى الله عليه وسلم فوجد ريح الطعام، فقال: مِن أين هذا؟ فقالت
امرأة إبراهيم صلى الله عليه وسلم: هذا من عند خليلك المصرىّ. قال فقال
إبراهيم: هذا من عند خليلى الله لا من عند خليلى المصرىّ. قال: فذلك
خُلّته.

{
وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَآءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا
يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَآءِ الَّلاتِي لاَ
تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ
وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى
بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ
عَلِيماً }
وقوله: {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى...}
(معناه: قل الله يفتيكم فيهنّ وما يتلى). فموضع (ما) رفع كأنه قال: يفتيكم
فيهنّ ما يتلى عليكم. وإن شئت جعلت ما فى موضع خفض: يفتيكم الله فيهنّ وما
يتلى عليكم غيرهنّ.
وقوله: {وَالْمُسْتَضْعَفِينَ} فى موضع خفض، على قوله: يفتيكم فيهنّ وفى
المستضعفين. وقوله: {وَأَن تَقُومُواْ} (أن) موضع خفض على قوله: ويفتيكم فى
أن تقوموا لليتامى بالقسط.
{ وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ
جُنَاْحَ عَلَيْهِمَآ أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ
خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأنْفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ
فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }
وقوله: {خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً...}
والنشوز يكون من قِبل المرأة والرجل. والنشوز هاهنا من الرجل لا من المرأة.
ونشوزه أن تكون تحته المرأة الكبيرة فيريد أن يتزوج عليها شابّة فيؤثرها
فى القسمة والجماع. فينبغى له أن يقول للكبيرة: إنى أريد أن أتزوّج عليك
شابَّة وأوثرها عليك، فإن هى رضيت صلح ذلك له، وإن لم ترض فلها من القسمة
ما للشابّة.
وقوله: {وَأُحْضِرَتِ الأنْفُسُ الشُّحَّ} إنما عنى به الرجل وامرأته
الكبيرة. ضنّ الرجل بنصيبه من الشابة، وضنّت الكبيرة بنصيبها منه. ثم قال:
وإن رضيت بالإمرة.
{ وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَآءِ وَلَوْ
حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا
كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ
غَفُوراً رَّحِيماً }
وقوله: {فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ...}
إلى الشابة، فتهجروا الكبيرة كل الهجر {فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} وهى فى قراءة أُبَىّ (كالمسجونة).
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ
شُهَدَآءَ للَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ
وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى
بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ
تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }
وقوله: {كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَآءِ للَّهِ...}
هذا فى إقامة الشهادة على انفسهم وعلى الوالدين والأقربين. ولا تنظروا فى غِنى الغنِىّ ولا فقر الفقير؛ فإن الله أولى بذلك.
(فلا تَتَّبِعُوا الهوى [أن تعدِلوا]) فرارا من إقامة الشهادة. وقد يقال:
لا تتبعوا الهوى لتعدلوا؛ كما تَقول: لا تتبِعنّ هواك لتُرضِى ربك، أى إنى
أنهاك عن هذا كيما ترضِى ربك. وقوله {وَإِن تَلْوُواْ} وتَلُوا، قد قرئتا
جميعا. ونرى الذين قالوا (تلوا) أرادوا (تَلْؤُوا) فيهمزون الواو
لانضمامها، ثم يتركون الهمز فيتحوّل إعراب الهمز إلى اللام فتسقط الهمزة.
إلا أن يكون المعنى فيها: وإن تلوا ذلك، يريد: تتولَّوه {أَوْ تُعْرِضُواْ}
عنه: أوتتركوه، فهو وجه.
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ
كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ
لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً }

وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ...}
وهم الذين آمنوا بموسى ثم كفرا من بعده بعُزَيْر، ثم آمنوا بعُزَيْر وكفروا بعيسى. وآمنت اليهود بموسى وكفرت بعيسى
.
ثم قال: {[ثُمَّ] ازْدَادُواْ كُفْراً} يعنى اليهود: ازدادوا كفرا بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم
.
{
الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ
اللَّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُنْ مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ
نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِّنَ
الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن
يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً
}
وقوله: {أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ
...}
جَزْم. ولو نصبت على تأويل الصرف؛ كقولك فى الكلام: ألم نستحوذ
عليكم وقد منعناكم، فيكون مثل قوله {ولمّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِين
جاهَدوا مِنْكم ويَعْلَمَ الصابرين} وهى فى قراءة أُبىّ (ومنعناكم من
المؤمنين) فإن شئت جعلت "ومنعناكم" فى تأويل "وقد كنا منعناكم" وإن شئت
جعلته مردو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدوصفايا
نائب المدير
نائب المدير
عبدوصفايا


الجنس : ذكر
الثور
الهوية : السباحة
الجنسية : ذكر
عدد المساهمات : 3670
نقاط : 9340
تاريخ الميلاد : 13/05/1981
تاريخ التسجيل : 01/12/2009
العمر : 42

المعاني الواردة في آيات سورة النساء Empty
مُساهمةموضوع: رد: المعاني الواردة في آيات سورة النساء   المعاني الواردة في آيات سورة النساء Emptyالأربعاء يوليو 31, 2013 6:25 am

موضوع رائع كما تعودنا منكم



أرجو المزيد من الروائع



تحياتى


عبدوصفايا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المعاني الواردة في آيات سورة النساء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تائه قلمي بين المعاني
» تفسير سورة الفاتحه
» لله في الآفاق آيات
» آيات في فضل الصدقة
» ادخل وأقرا آيات الشفاء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ~*¤ô§ô¤*~ المنتدى الأسلامي ~*¤ô§ô¤*~ :: قسم القرآن الكريم وعلومه-
انتقل الى: